انتصار الدنان
حين يصير الوطن حقيبة سفر يحتضنها المرء، يجرّها خلفه أينما كانت وجهته، يظل عبق تراب الأرض مربوطًا بتلك الحقيبة.
ورواية “عسل المرايا” للكاتب نافذ أبو حسنة هي تلك الحقيبة التي تنقّل الكاتب بها من بلد إلى آخر عبر شخوصه الذين اختارهم لها، فقد حملت تلك الحقيبة حروب الوطن العربي التي صار يتتالى بعضها خلف الآخر، تشهد انهزامات وانكسارات على امتداد الفترة التي اختارها الكاتب لروايته. فقد عبّأ الكاتب في حقيبة ترحاله المستمر تلك النزعة الإنسانية والصراعات الداخلية التي يشعر بها الإنسان، تلك الاختلاجات التي تختلط مرات عدة بالحب والخوف، التمرّد والهزيمة والانكسار، تختلط بالترحال الدائم الذي يحمل وجع المغيب، وحرقة اللااستقرار.