سبعون… وسبعون

في الخمسين رويتُ لك كيف أسير، وذكرى النكبة، معًا. أفكّر مرّاتٍ في أن يكون موتي موعدًا لموتها: أنتهي وتنتهي، كي يبدأ زمنٌ آخر، لا أكونُ فيه ولا تكون، ولكنّنا نكون.

تبدو السبعون باذخةً مثلَ الخمسين. لمثل هذه الألفاظ وقعٌ مختلف. لا يتغيّر الألم، ولا يهتزّ الشوق، ولا يتراجع الأمل. قد لا تحبّون هذه الألفاظ مكرّرةً، وربما يسأمها بعضُكم. على أنّكم، أنتم الذين تمارسون الكتابة، تفعلون فعلكم في إكساء الأيام معنًى مختلفًا، فتتحدّثون عمّا تسمّونه “دلالات” أو “رموزًا.” ولكنّني أفهم الأمر على نحوٍ مختلف؛ فأنا أقيس الوقعَ على وجهي ــ ــ طفلةً، وشابّةً، ونكبةً شاخت. شاخت كثيرًا، وآن لها أن تسقطَ، أن تموت.

وُلدنا، أنا وهي، معًا. وأريد أن نموتَ، أنا وهي، معًا.

متابعة قراءة “سبعون… وسبعون”

عسل المرايا: الحياة على هامش الحياة !

لا أظن أن فلسطينيا في المنفى, أي ممن أمضى جلّ حياته خارج حدود فلسطين الجغرافية والاجتماعية, قد كتب نصا روائيا بمثل هذه الجذالة والبهاء اللذين جاءت بهما رواية “عسل المرايا” للمبدع/المثقف نافذ أبو حسنة, منذ زمن جبرا إبراهيم جبرا, بجملة رواياته التي بلغت ذروتها في”البحث عن وليد مسعود”, أي أن ما بين هذا وذاك نحو ثلاثة عقود من الزمان, تفصل ما بين عام 1978 العام الذي طبعت فيه “البحث عن وليد مسعود” والعام 2015 الذي طبعت فيه “عسل المرايا” .

متابعة قراءة “عسل المرايا: الحياة على هامش الحياة !”

نافذ أبو حسنة: مآلات النضال والحبّ

في روايته «عسل المرايا» (منشورات ضفاف)، يجول الكاتب الفلسطيني في ثلاث مدن هي بغداد وبيروت وغزّة. حال هذه المدن تشكل مرآة للعالم العربي كله

عناية جابر

يجول الكاتب الفلسطيني نافذ أبو حسنة في روايته «عسل المرايا» (منشورات ضفاف) في عالم فسيح يُدرك فيه الكاتب مدناً ثلاثاً في الظاهر هي: بغداد وبيروت وغزّة. معنى هذه المدن وما يدور فيها ينسحب على العالم العربي كله. الأفق مفتوح ظاهرياً، لكنه محكوم بعجز التخّطي حتى ليبدو كحاجز تقع الآمال وراءه. الحلم نفسه في رواية «عسل المرايا» خجول ومُتخفٍّ، هذا إذا وجد أصلاً، وتقريباً هو ملحق لا فائدة منه ولا يخدم وقائع عربية صارخة ومهينة على صعد كثيرة، إنسانية وسياسية وغرامية، ما برحت تتساقط وتتهاوى في معنى عدم النجاة، لأي فرد ولأي فكرة.
متابعة قراءة “نافذ أبو حسنة: مآلات النضال والحبّ”

نافذ أبو حسنة: هنا سلام… هنا بيروت

تمارس «عسل المرايا» (منشورات ضفاف) لعبة المكان وإعادة صياغة المدن. والمقصود هنا بيروت التي تمكن ناسجها الفلسطيني مجدداً بعد محمود درويش، من تقديم شاطئها، ومقاهي روشتها، وشارع الحمرا، ونهاراتها ولياليها

أيهم السهلي
بينما تدخل عوالم رواية ما، تنجدك أحياناً سعة الأفق في معرفة حيثيات مكان أو زمان الرواية في الواقع، فتصبح على مقربة من النص، والغوص في عوالمه يكاد يكون بمثابة الوثب داخل نبع عذب، إلا إذا خذلك الكاتب الذي لم يقتل نفسه في نصه، فوجدت المكان كما تعرفه لا كما أرادته إحدى الشخصيات أن يكون، ليوهمك في لحظة معينة من صفحات الرواية أن مكان الشخصية هو المكان الذي تعرفه ذاته.

متابعة قراءة “نافذ أبو حسنة: هنا سلام… هنا بيروت”