الإعلام المحلي والإعلام الدولي ودورهما في التاثير على الرأي العام

مقدمة

توجد صلة وثيقة طبيعية ومفهومة بين كل من الرأي العام والإعلام. فقبل تشكل المفاهيم الدالة على كليهما، كان الشعراء والدعاة والوعاظ والحكام والخطباء يقومون بدور وسائل الإعلام للتأثير في أراء الناس وتوجهاتهم. ومع ظهور وسائل الإعلام صارت المهمة أكثر يسراً بالتدريج، بحيث وقع تناسب طردي بين تطور الوسائل الإعلامية وسهولة وصولها إلى الناس، وبين القدرة على استخدام هذه الوسائل في صناعة الرأي العام وتوجيهه. وقد هيمنت الحكومات والقوى النافذة في المجتمعات بداية على وسائل الإعلام بحيث يتاح لها التحكم في ضخ المعلومات والأخبار التي تشكل الرأي العام على نحو يخدم توجهاتها، واستقرار هيمنتها على الناس. غير أن ثورة الاتصالات أضعفت تلك الهيمنة. ولم يعد في طاقة الحكومات حجب التدفق الإعلامي الهائل، والذي جعل المعلومات متاحة، ومصادرها متعددة. فالبث الفضائي لا يعرف حدوداً وموجات الانترنت قادرة على اختراق الجدران بكل أنواعها. وهكذا من الشح والندرة إلى التدفق اللامحدود باتت وسائل الإعلام في تسابق محموم على عقل المتلقي، والذي ربما يتلقى كثيراً من المعلومات عن بلده من وسائل إعلام خارج البلد. وربما بإمكانه المفاضلة بين وسائل إعلام محلية متعددة، مع انتهاء زمن الاحتكار الإعلامي، بناء على تجربته الشخصية، أو بناء على الانطباعات المتشكلة عن هذه الوسيلة أوتلك.

متابعة قراءة “الإعلام المحلي والإعلام الدولي ودورهما في التاثير على الرأي العام”